يَزيدُ في التلبيةِ على: لَبيكَ اللهمَّ لَبيكَ، لَبيكَ لا شريكَ لكَ لَبيكَ، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لكَ والملكَ، لا شريكَ لكَ.
حتى إذا كانَ عشيةُ عرفةَ راحَ فوقَفَ والأميرُ يومَئذٍ عثمانُ، فلمَّا غربَت الشمسُ قالَ ابنُ مسعودٍ: لو أَفاضَ الآنَ، فلم يلبثْ أَن أَفاضَ، فلمَّا أَفاضَ جعلَ عبدُاللهِ يُلبي وقد اختلَطَ الظلامُ، فقالَ رجلٌ مِن قريشٍ: ما هذا الأَعرابيُّ؟ فقالَ ابنُ مسعودٍ: لَبيكَ عددَ الترابِ لبيكَ. لم أَسمعْهُ قالَها قبلَ ذلكَ ولا بعدُ، ثم التفتَ فقالَ: لا أبا لكَ، أنسيَ الناسُ أم ضلُّوا.
فلمَّا أَتينا جَمعاً صلَّى المغربَ بأذانٍ وإقامةٍ، ثم إنَّا وضعْنا رِحالَنا وتَعشَّينا، فلمَّا فرغْنا صلَّى العشاءَ بأذانٍ وإقامةٍ، ثم نامَ، حتى إذا رأْينا أنَّه الفجرُ قامَ فصلَّى صلاةَ الفجرِ وكانَ يُسفِرُ بها قبلَ ذلكَ، فقلتُ يا أبا عبدَالرحمنِ قد كنتُ معكَ ولم أَركَ صلَّيتَ هذه الصلاةَ هذه الساعةَ، فقالَ:
إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يكنْ يُصلِّي هذه الصلاةَ هذه الساعةَ إلا في هذا اليومِ في هذا المكانِ.
فلمَّا صلَّينا ارتَحلْنا فوقَفْنا موقفَ الإمامِ، ثم إنَّا دفَعْنا انصرافَ القومِ المُسفِرينَ مِن صلاةِ الغَداةِ، ولم يزلْ ابنُ مسعودٍ يُلبي حتى رَمى جمرةَ العَقبةِ مِن بطنِ الوَادي (?) .
710- (95) حدثنا أحمدُ بنُ عبدِاللهِ بنِ سيفٍ: حدثنا الربيعُ بنُ سليمانَ: