المخلصيات (صفحة 1339)

يزيدَ بنِ بشرٍ السكسكيِّ قالَ: بعثَني - يَعني عبدَالملكِ بنَ مروانَ - بكسوةٍ إلى الكعبةِ، فخرجْنا حتى نَزلنا تيماءَ، فأَتانا سائلٌ فقالَ: تَصدَّقوا، فإنَّ الصدقةَ تدفعُ سبعينَ باباً مِن السوءِ، فقلتُ: مَن أَعلمُ هذه القريةِ؟ قَالوا: نسي (?) ، فأَتيتُه فاستأذنتُ على البابِ، فاطَّلعتْ إليَّ جاريةٌ فقلتُ: ها هنا نسي؟ قالتْ: نَعم، قلتُ: فاستَأذنيهِ، فذهبتْ ثم اطَّلعتْ فقالتْ: ارقَ، فرقيتُ، فلمَّا رآني أَخذَ يتوضأُ، فقلتُ: ما لكَ لمَّا رأيتَني أخذتَ تتوضأُ؟ قالَ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قالَ لموسى: يا موسى، توضأْ فإنْ أصابكَ شيءٌ وأنتَ على غيرِ وضوءٍ فلا تلومنَّ إلا نفسكَ، قلتُ: يرحمكَ اللهُ، إنَّه أَتانا سائلُ فقالَ: تَصدَّقوا، فإنَّ الصدقةَ تَدفعُ سبعينَ باباً مِن السوءِ، قالَ: صدقَ، مِن هدةِ الجدارِ، ومِن الغرقِ، وذكرَ أشياءَ مِن المَنايا.

فخرجتُ حتى أَتيتُ المدينةَ فلقيتُ عبدَاللهِ بنَ عمرَ، فسألَه رجلٌ مِن أهلِ العراقِ فقالَ: يا أبا عبدِالرحمنِ، إنَّكَ تحجُّ وتعتمرُ ولا تَغزو، فسكتَ عنه، ثم أَعادَها فسكتَ عنه، ثم أَعادَها فقالَ له ابنُ عمرَ:

«إنَّ الإسلامَ بُنيَ على خمسٍ: شهادةِ أَن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ شهرِ رمضانَ، والجهادُ والصدقةُ مِن العملِ الصالحِ» ، هكذا حدَّثنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم] (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015