المخلصيات (صفحة 1330)

جُرحِهِ، قالَ: فأُتيَ بَنبيذٍ فشربَهُ [فخرجَ مِن جُرحِهِ] ، فلم يَدري نبيذٌ هو أودمٌ، قالَ: فدَعا بلبنٍ فأُتيَ به فخرجَ مِن جُرحِهِ، فَقالوا: لا بأسَ عَليكَ يا أَميرَ المؤمنينَ، قالَ: إِن يَكن القتلُ بأساً فقد قُتلتُ.

قالَ: فتكلمَ صهيبٌ فرفعَ صوتَه: وآخاهُ، ثلاثاً، فقالَ: مَهْ يا صهيبُ، مَهْ يا أخي، أَمَا بلغَكَ أو ما سمعتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ المُعوَّلَ عليهِ يُعذَّبُ في قبرِهِ» ؟ (?) .

فأقبلَ الناسُ يُثنونَ عليهِ: جزاكَ اللهُ خيراً يا أميرَ المؤمنينَ، كُنتَ وكُنتَ، فيَجيءُ قومٌ فيُثنونَ ويَنصرفونَ، ويجيءُ قومٌ فيُثنونَ ويَنصرفونَ، ويجيءُ قومٌ آخَرونَ، فقالَ عمرُ: أمَا واللهِ على ما تَقولونَ، لَوددتُّ أنِّي خَرجتُ مِنها كَفافاً [لا لي ولا عليَّ] وإنَّ صحبةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَلِمتْ لي.

فتكلَّمَ ابنُ عباسٍ - وكانَ ابنُ عباسٍ خلطَ بعمرَ - فقالَ: لا واللهِ يا أَميرَ المؤمنينَ لا تَخرجُ مِنها كفافاً، لقد صَحبتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فصَحبتَه بخيرِ ما صحبَهُ صاحبٌ، كنتَ له وكنتَ حتى قُبضَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو عنكَ راضٍ، وكانَ [أبوبكرٍ بعدَه] فكنتَ تُنفذُ أمرَه، وكنتَ له وكنتَ حتى قُبضَ وهو عنكَ راضٍ، ثم وَليتَها أنتَ فوَليتَها بخيرِ ما وَليَها والٍ، كنتَ وكنتَ.

[قالَ: فكأنَّ] عمرَ استَراحَ إلى كلامِ ابنِ عباسٍ وقالَ: يا ابنَ عباسٍ، عُدْ في حديثِكَ، قالَ: فعادَ فيه ابنُ عباسٍ، قالَ: فقالَ عمرُ: [أمَا واللهِ على ما]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015