المخصص (صفحة 1931)

(بَكَتْ عَيْني وحَقَّ لَهَا بَكَاها ... وَمَا يُغْنِي البُكَاءُ وَلَا العَوِيل)

والبُكاء أَيْضا المَرْثِيَة ومَدْحُ الْمَيِّت وفلانة باكيةٌ فلَان أَي تَذْكُر مدائحه ومناقبه والبُغَاءطلب الْحَاجة يُقَال بَغَيْتُ الخيرَ بُغَاءًطلبته وَالْعرب تَقول ابْغِني كَذَا وَكَذَا بُغَاءً أَي اطلُبْه لي وأبْغِني إبغاء أعنِّي عَلَيْهِ وَيُقَال بَغَى الرجلُ حَاجته يَبْغِيها بُغاءًا وبُغَاية وبُغْية وبِغْية وبُغْيةُ الرجل طَلِبَتُه وَجَمعهَا بُغًى بِالْقصرِ قَالَ فِي المدّ:

(لَا يَمْنَعنَّكَ من بُغاءِ ... الْخَيْرِ تَعْليقُ التَّمَائم)

والبِغَى جَمِيع بِغْية قَالَ الْفَارِسِي: والبُغاءُ عِنْدِي لَا يقصر إِلَّا فِي ضَرُورَة الشّعْر وبزْرُ قَطُونا المَدْ فِيهَا أَكثر والمِعْزَى جمَاعَة المَعَز وَلَا تخْتَلف الْعَرَب فِي صرف مِعْزًى وَقد قيل إِن المِعْزَاءَ بَالمدّ وَالْأول أَكثر وَلَا تكون فعْلى صفة إِلَّا بِالْهَاءِ غير مَا حَكَاهُ الْفَارِسِي عَن أَحْمد بن يحيى من قَوْلهم رجلٌ كِيصّي وَقد كاصَ طعامَه يَكِيصُه إِذا أكله وَحده وَقيل رجل كِيصيّ ينْزِل وَحده وَلَا ينزل مَعَ الْقَوْم وَهُوَ الَّذِي يُسمى الحُوزِيّ والمِينَا مُرْفَأُ السُّفُن يمدّ وَيقصر قَالَ فَمَدَّ:

(تَأَطَّرْنَ فِي المِيناءِ ثُمَّ تَرَكنَهُ ... وَقد لَجَ من اثْقالِهنَّ شُحُون)

والمَزَّاءُ من الخمْرِ يمدُّ ويقصَر قَالَ الْفَارِسِي: المُزَّاء ضَرْب من الأشْرِبة وَلم يخْصَّ بِهِ الخمرَ وأُراه احتَذَى فِي ذَلِك مَذْهَب أبي عبيد لِأَن عبارتَه عَن المُزَّاء هَكَذَا وَأنْشد:

(بِئْس الصُّحاةُ وبِئْسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُم ... إِذا جَرَى فيهمُ المُزَّاء والسّكَرُ)

والمُزَّاء عِنْده من بَاب مُحَّول التَّضْعِيف ألِفه مُنقلبة عَن ياءٍ محوّلةٍ من زَاي وَهُوَ عِنده إِمَّا من المِزِّ وَهُوَ الفَضْل وإمَّا من المُزِّ وَهُوَ الَّذِي بَين الحُلْو والحامِض وَنَظره بالطُّلاَّء وَهُوَ الدّمُ فَالْقَوْل فِيهِ كالقَوْل فِي المُزَّاء وَلَا تكُون ألفُ المُزَّاء للتأنيث لِأَنَّهُ لَا يُوجَد فِي الْكَلَام شيءٌ على هَذَا المِثال تكون ألفُه للتأنيثِ ونظيرُه فِعْلاءٌ لَا تكون ألفُه للتأنيث أبدا إِلَّا للإلحاق نَحْو عِلْباءٍ وحرباءٍ إِنَّمَا هُوَ ملحَق بِقرْطاس قَالَ: وَقد يجوزُ أَن تكونَ فُعْلاءاً من الشَّيْء المزيزِ فَتكون الهمزةُ للإلحاق وَيحْتَمل أَن تكون فُعّالا من المَزِيَّةَ لِأَن الميمَ من المَزِية فَاء وَقد جَاءَ فِي الشّعْر المزيزِ أمزاهما من المَزِيَّة وَلَو كانَ مفْعِلة من الزِّيِّ فالزِّيُ إِمَّا أَن تكونَ عينُه يَاء أَو واواً فَلَو كانتْ واواً لصحَّت كَمَا صَحَّت فِي تَقْوِية وَلَو كَانَت يَاء لَبُيِّنت كَمَا بُيّنت فِي أخْبِية فَإِذا لم يُظْهِرُوا الْوَاو وَلم يَبَيِنُوا الياءَ دلْ على أَنَّهَا فَعِيلة على أَن مَفْعِلة مِمَّا تعتَلُّ لامه وَلَا يكَاد يَجِيءُ وَيُقَال مَكُثَ ومَكَث يَمْكُث مَكْثاً ومِكْيثَاً ومِكْيثاءَ وَلَيْسَ المدُّ بجيّد ومَرَيْطاءُ جِلْدة رقيقةٌ بَين العانَة والسُّرَّة يَمِينا وشِمَالاً حَيْثُ يَمَّرِط الشعرُ إِلَى الرُّفْغَين وَهِي تصغيرُ مَرطاء ومَصْطَكَى تمدُّ وتقصَرُ قَالَ الْفَارِسِي: هُوَ أعجميٌّ يُقَال مَصْطَكَى ومَصْطَكاءُ بالمدّ وَالْقصر وصَرُّفُوا مِنْهُ فِعْلا وَقَالُوا شَرابٌ مُمْصَطَك والوَقَباء موضِع يمدُّ ويقصَر والمدّ أعرفُ

وَمَا كَانَ من حُروف الهجاء على حرفين فالعرب تمُدُّه وتقصُره فَيَقُولُونَ حاءٌ وهاءٌ وخاءٌ وطاءٌ وتاءٌ وظاءٌ وثاءٌ وفاءٌ وياءٌ وَمِنْهُم من يقصُر فَيَقُول حَا وهَا وتَا وثَا وَمَا أشبههَا وَمِنْهُم من ينوِّن فَيَقُول هَا وطاً وتاً وظاً وثاً وَيَا وَهَذَا أقبحُ الوُجوهِ لِأَنَّهُ لَا يأتِي اسمٌ على حرفٍ وتنوينٍ قَالَ يزِيد بن الحكم يذكر النَّحْوِيين:

(إِذا اجتمعُوا على ألِفٍ وياءٍ ... وواوٍ هاجَ بَينَهُمُ قِتَالٌ)

والزَّايُ فِيهَا خمسةُ أوجُه من الْعَرَب من يَمُدُّها فَيَقُول زاءٌ وَمِنْهُم من يقولُ زايٌّ وَمِنْهُم من يقُول هَذِه زَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015