(يَا لَهْفَ نَفْسِي إِذْ خَطِئنَ كاهِلا ... القَاتِلينَ المَلِكَ الحُلاَحِلا)
والخَزاء نَبْت والحاء لُغَة والخُنْفَسَاء وَيُقَال الخُنْفَس فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ الخُنْفَس الذّكر من الخَنافس وَحكى غَيره خُنْفُساء وخُنْفَساء وخُنْفُس وخُنْفُسة والخُلَّيْطَى المُخَالطة والمدّ أَكثر والخِلِّيطي المُخالطة كَذَلِك فِي المدّ وَالْقصر هَذِه حِكَايَة أبي عَليّ الْفَارِسِي وَأما غَيره من أهل اللُّغَة فَلم يَحْكِ فِي شَيْء من ذَلِك المدّ قَالَ أَبُو عَليّ: فَأَما قَوْلهم وَقَعُوا فِي خُلَّيْطى فمقصور لَا غير وَكَذَلِكَ مالُهُم بَينهم خِلِّيطي أَي مُختلط على مَا تقدم فِي بَاب فِعِّيلَى وخِصِّيصَى من خَصَصْت والمدّ لَيْسَ بجَيِّد والكَشُوثا والمدّ فِيهَا أَكثر قَالَ الْفَارِسِي: وَأما كُمَّثْرَى فَمُوَلَّد وَلذَلِك أهملناه وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال كُمَّثْراه وكُمَّثْرَى مشدد لم يعرف التَّخْفِيف وَقوم يَزْعمُونَ أَنه لَا يجوز غير التَّخْفِيف وَأنْشد الْأَصْمَعِي:
(أكُمَّثْرَى يَزِيد الحَلْقَ ضِيقاً ... أحَبُّ إِلَيْك أمْ تِينٌ نَضِيج)
والكِوَى جمع كَوّة وكُوّة وَالْكَاف مَكْسُورَة فيهمَا والجِعِبّاء والجِعِبَّاءة والجِعبَّى الاِسْت واسْتٌ جَهْواء مكشوفة وَقيل هِيَ اسْم لَهَا كالجُهْوة وجُخادِبا وَهِي الدَّابَّة الَّتِي يُقَال لَهَا الجُخْدُب وَحكى أَبُو الْحسن الْأَخْفَش جُخْدَب وَبهَا احْتج على سِيبَوَيْهٍ حِين قَالَ وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فُعْلَل والاِجْرِيَّا الْوَجْه تَأْخُذ فِيهِ وَهِي أَيْضا الْعَادة والخَلِيقة والشَّقَا والشَّقَاء كِلَاهُمَا مصدر شَقِيَ قَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم:
(وَلَا شَمْطاء لم يَتْرُك شَقَاها ... لَهَا من تِسْعةٍ إِلَّا جَنِينا)
وَقَالَ آخر فِي المدّ:
(فَإِن يَغْلِبْ شقاؤُكُمُ عَلَيْكُم ... فإِنِّي فِي صَلاَحِكُمُ سَعَيْتُ)
والشَكَا من قَوْلهم شَكَى الرجل شَكاً وشَكاء والشَّكاةُ جَامِعَة للشديد والضعيف وَهِي الشِّكاية والشِّكَاوة والشَّراءُ أهل الْحجاز يَمُدُّونه وَأهل نجد يَقْصُرونه وَقَوْلهمْ هَذِه أشْرِية من جمع الْمَمْدُود بِمَنْزِلَة قَوْلهم كِسَاء وأكْسِية وفنَاء وأفْنية وَيُقَال بَات بليلة شَيْباء وَذَلِكَ إِذا دخل بِالْمَرْأَةِ بَعْلُها فافْتَضَّها من ليلَتها الياءُ فِيهَا بدل من الْوَاو وَهِي معاقبة وَذَلِكَ أَن مَاء الرجل وَمَاء الْمَرْأَة امتزجا والشَّوْب المَزْج فَكَانَ يَنْبَغِي بَات بليلة شَوْبَاء وَهَذَا من أندر مَا سمع فِيهِ المدّ وَالْقصر والأعرف فِيهِ المدّ والضَّوْضاء الْأَصْوَات المرتفعة والضَّوْضاء جمع ضَوْضاءة وَهِي فَعْلاَل فِي لُغَة من مَدَّ وصَرَف وَفِي لُغَة من مَدَّ وَلم يصرف فعْلاء وَلَيْلَة ضَحْيَا وضحْياء مُضِيئة وَخص بَعضهم بِهِ فقالهي اللَّيْلَة الَّتِي يكون فِيهَا الْقَمَر من أَولهَا إِلَى آخرهَا والصِّنَى الرماد يكْتب بِالْيَاءِ والسَّرَا والسَّراء المُروءة وَقد سَرَى وسَرِيَ وسَرُوَ والسِّعْلَى والسِّعْلاء لُغَة فِي السِّعْلاة وَهِي الغُول وَقيل سَاحِرَة الْجِنّ وَقيل السِّعْلَى ذَكَر الغِيلان وَالْأُنْثَى سِعْلاة فَأَما أَبُو عَليّ فَأنْكر السِّعْلاء بالمدّ وَقَالَ فِي قَول الشَّاعِر:
(قد عَلِمَتْ أخْتُ بَنِي السِّعْلاء ... )
إِنَّه بَنضى من السِّعْلاة مثل دِرْحاية على التَّذْكِير فقلبَها همزَة والسِّيما الْعَلامَة قَالَ الله تَعَالَى: {سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهم من أثَرِ السُّجود} الْفَتْح: 29 والسِّيمَاء بالمدّ وَكَذَلِكَ السِّيمِياء قَالَ الشَّاعِر:
(غُلامٌ رَماه اللهُ بالحُسْنِ مُقْبِلاً ... لَهُ سِيمِيَاءٌ لَا تَشُقُّ على البَصَر)
قَالَ الْفَارِسِي: كَذَلِك أنْشدهُ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد بالْحسنِ وَرِوَايَة ثَعْلَب بِالْخَيرِ مُقبلا وَهُوَ