شطه أيضاً، والهنود تتهادى ماء هذا النهر كما يتهادى المسلمون ماء بئر زمزم، وللهند ممالك فمنها: مملكة المانكير وهي من أعظم ممالك الهند، وهي على بحر اللان الذي عليه السند، ولا يدرك لهذا البحر قعر، وهو أول بحار الهند من جهة الغرب، وهذه المملكة أقرب ممالك الهند إِلى بلاد الإسلام، وهي التي كان يكثر محمود بن سبكتكين غزوها، حتى فتح منها بلاداً كثيرة، ومن مدنها العظام مدينة لهاور، وهي على جانبي نهر عظيم مثل بغداد.
قال: ويلي مملكة المانكير، مملكة القنوح وهي مملكة بلادها الجبال، وهي منقطعة عن البحر، وكل من ملكها يسمى نوده، ولأهل هذه المملكة أصنام يتوارثون عبادتها، ويزعمون أن لها نحو مائتي ألف سنة.
قال ويجاور هذه المملكة مملكة قمار وهي التي ينسب إِليها العود القماري، وهي على البحر، وأهل هذه المملكة يرون تحريم الزناء من بين أهل الهند، قال ابن سعيد ورواه عن المسعودي أن الذي يملكها يسمى زهم، قال ويحاربه من جهة البحر ملك الجزر المعروف بالمهراج.
قال وآخر ممالك الهند من جهة الشرق مملكة بنارس وهي تلي بلاد الصين، وهي مملكة طويلة، وعرضها نحو عشرة أيام، وجزائر بحر الهند في نهاية الكثرة، وهي في البحر قبالة هذه الممالك، ولها ملوك وقد أكثر المصنفون فيها الكلام مما لا يليق بهذا المختصر.
وهم غربي الهند، وبلاد السند قسمان، قسم على جانب البحر، ويقال لتلك البلاد اللان، ومن مشاهير مدن هذا القسم المولتمان والمنصورة والدبيل، والمسلمون غالبون على هذا القسم.
والقسم الثاني في البر إِلى جانب الجبل، وبلاده كثيرة الوعر، ويقال للبلاد التي في هذا القسم القشمير، وهي في أيدي الكفار، وأهلها يعبدون الأوثان مثل الهنود، وكل من ملك السند يقال له رتبيل.
أمم السودان
وهم من ولد حام
من كتاب ابن سعيد قال: وأديان السودان مختلفة، فمنهم مجوس، ومنهم من يعبد الحيات، ومنهم أصحاب أوثان، قال: وقد روي عن جالينوس، أنهم يختصون بعشر خصال. وهي تفلفل الشعر، وخفة اللحا، وانتشار المنخرين، وغلظ الشفتين، وتحدد الأسنان، ونتن الجلد، وسواد اللون، وتشقق اليدين والرجلين، وطول الذكر، وكثرة الطرب.
فمن أعظم أممهم الحبش، وبلادهم تقابل الحجاز، وبينهما البحر، وهي بلاد طويلة عريضة، وبلادهم في جنوب النوبة وشرقيها، وهم الذين ملكوا اليمن قبل الإسلام، حسبما تقدم خبره عقيب ذكر ملوك اليمن من العرب، وخصيان الحبشة أفخر الخصيان.
ويجاور الحبش من الجنوب الزيلع والغالب عليهم دين الإسلام.
ومن أمم السودان النوبة وهم يجاورون الحبشة من جهة الشمال والغرب،