لهن ويجيبهن بما يفعلنه، وكان زمنه بعد زمن جالينوس، وكان مقامه بالإسكندرية.

ومنهم لسلون المتعصب، وكان حكيماً يونانياً يقرئ فلسفة أفلاطون وينتصر لها، فسمي لذلك بالمتعصب.

ومنهم مقسطراطيس وكان فيلسوفاً يونانياً شرح كتب أرسطو، وخرجت إلى العربي.

ومنهم منطر الإسكندري وكان إِماماً في علم الفلك، واجتمع هو وأفطيمن بالإسكندرية، وأحكما آلات الرصد، ورصد الكواكب، وحققاها، وكان زمنهما قبل زمن بطلميوس صاحب المجسطي بنحو خمسمائة وإحدى وسبعين سنة.

ومنهم مورطس ويقال مورسطس، حكيم يوناني له رياضة وحيل، وصنف كتاباً في الآلة المسماة بالأرغن، وهي آلة تسمع على ستين ميلاً.

ومنهم مغلس الحمصي من أهل حمص، وكان من تلامذة أبقراط، وله ذكر في زمانه، وله تصانيف منها كتاب البول وغيره.

ومنهم مثرود يطوس ولم يذكر زمانه، بل قال عنه: إِنه كان طبيباً وحكيماً، وهو الذي ركب المعجون المسمى مثرود يطوس، سمّى معجونه باسمه، وكان معتنياً بتجربة الأدوية، وكان يمتحن قواها في شرار الناس الذين قد وجب عليهم القتل، فمنها ما وجده موافقاً للدغة الرتيلاء ومنها ما وجده موافقاً للدغة العقرب، وكذلك غير ذلك، انتهى كلام ابن القفطي.

وأما بطلميوس وجالينوس فإِن زمانهما متأخر عن زمن اليونان، وكانا في زمن الروم وأحدهما قريب من الآخر، وكان بطلميوس متقدماً على جالينوس بقليلا. قال ابن الأثير في الكامل وقد أدرك جالينوس زمن بطلميوس، وكان بطلميوس مصنف المجسطي المذكور في زمن أنطونينوس، ومات أنطونينوس في أول سنة اثنتين وستين وأربعمائة لغلبة الإسكندر، وكان بين رصد بطلميوس ورصد المأمون ستمائة وتسعون سنة، وكان رصد المأمون بعد سنة مائتين للهجرة، فيكون بين الهجرة ورصد بطلميوس أربعمائة وتسعون سنة بالتقريب، وكان جالينوس في أيام قوموذوس الملك، وكان موت قوموذوس في سنة أربع وتسعين وأربعمائة للإسكندر، فيكون بين جالينوس والهجرة أكثر من أربعمائة سنة بقليل، وذلك كله بالتقريب.

ومن حكماء اليونان إِقليدس صاحب كتاب الاستقصات المسمى باسمه، قال أبو عيسى: وكان إِقليدس في أيام ملوك اليونان البطالسة، فلم يكن بعد أرسطو ببعيد قال: وليس هو مخترع كتاب إِقليدس، بل هو جامعه ومحرره ومحققه، ولذلك نسب إليه.

ومنهم ابرخس وكان حكيماً رياضياً، ورصد الكواكب وحققها، ونقل بطلميوس عنه في المجسطي، وكان بين رصد برخس وبين رصد بطلميوس مائتان وخمس وثمانون سنة فارسية بالتقريب.

أمة اليهود

قد تقدم ذكر موسى صلوات الله وسلامه عليه، وكذلك تقدم ذكر بني إسرائيل، وإسرائيل هو يعقوب بن إِسحاق بن إِبراهيم الخليل عليهم السلام. وكان لإسرائيل المذكور اثنا عشر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015