النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ.
وقَالَ عَبْدُالعَزِيزِ: لَمْ يَخْرُجْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثًا.
قَالَ الْزُهْرِيُّ: حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ - قَالَ يُونُسُ عَنْهُ: فِي الْفَجْرِ - وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلاَةِ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتْرَ الْحُجْرَةِ يَنْظُرُ إِلَيْنَا، وَهُوَ قَائِمٌ، كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنْ الْفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَكَصَ أَبُوبَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجٌ إِلَى الصَّلاَةِ، فَأَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا أَنْ أَتِمُّوا صَلاَتَكُمْ وَأَرْخَى السِّتْرَ، فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ.
وقَالَ عَبْدُالْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ: أُقِيمَتْ الصَّلاَةُ فَذَهَبَ أَبُوبَكْرٍ يَتَقَدَّمُ، فَقَالَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِجَابِ فَرَفَعَهُ، فَلَمَّا وَضَحَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا نَظَرْنَا مَنْظَرًا كَانَ أَعْجَبَ إِلَيْنَا مِنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وَضَحَ لَنَا، فَأَوْمَأَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى أبِي بَكْرٍ أَنْ يَتَقَدَّمَ، وَأَرْخَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحِجَابَ، فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب هَلْ يَلْتَفِتُ لأمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ أَو يَرى شَيْئًا (754).