وأكثر ما شنع عليه به رحمه الله ما ترجم به في أول باب من كتابه ثم أدخل غير ما ترجم به عندهم, وذلك أنهم ألفوهم في أول باب ... فاستغنوا به عن إصلاح كثير مما سايروا الكتاب، وهو أنه قَالَ: باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أدخل حديث الأعمال بالنيات، زعموا أن ليس فيه شيء مما تضمنت الترجمة حتى بلغني أن بعض المتقدمين وضع في هذا الباب وشبهه مما لم ينفك له منه معنى الترجمة في سائر الكتاب وضعا يشنع به على البخاري رحمه الله.
وذلك الحديث والله أعلم نفس ما ترجم به, وأولى الأحاديث بنصه، ووجهه:
أن الله عَزَّ وَجَلَّ قد اصطفى محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أطيب الأصلاب، وأطهر الترائب، في أكرم الأنساب، وفطره على الأيمان, وزينه في قلبه وكره إليه الفسوق والعصيان وعبادة الأوثان والنيران والنجوم والحيوان، ولم يجد في جاهلية قومه شرعا يعبد الله عليه، ولا حكما يلجأ عند الإشكال إليه، لجأ إلى دعاء ربه تعالى, وتضرع إلى معبوده في الهداية إلى سبيله، والإنعام عليه بدليله،