المأمول من هذه المقدّمة

أن تقف الأمة بعلمائها ودعاتها ومفكريها وعبَّادها وعوامها، على المصيبة العظمى والداهية الكبرى للتردِّي المزري المشين الذي يصيب الأمة حال انتشار الشرك بين أرجائها وفورانه بين جنباتها ومن ثم ولا بد تأتي النتيجة المتمثلة في غياب التوحيد، وطمس معالمه وردم حدوده.

فانتشار الشرك مؤذن بضياع هوية الأمة، لأن الهوية الوحيدة التي تجمعنا وترتب صفوفنا، ويدور حولها ولاؤنا وبراؤنا، هى قضية التوحيد.

«فالتوحيد» حل محلّ: العصبية الجاهلية، والقومية العربية، والوحدة الوطنية ... وكافة شعائر الكفر، وأعلام الشرك، ونجوم الزندقة.

فإذا ضاع التوحيد، أصبح نهارنا كليلنا، ونورنا كظلماتنا.

ولا رجعة لنا من التيه الذي ضرب بأطنابه حولنا، إلاَّ بالرجوع المنشود للمَعين الصافي، الذي يتمثل في: الكتاب، والسنَّة، مع الترجمة العملية لهما من أصحاب الثلاثة القرون الأولى، ننهل منها عقائدنا، ونستمد شريعة وجودنا، ونستلهم معالم طريقنا، وحدود قضيتنا، وكيفية إعادة بناء صفوفنا، حتى نستطيع الانطلاق الصحيح الحثيث على ضوء ديننا الحنيف، وعلى هدي رعيلنا الأول، للقيام بدورنا أولاً تجاه أنفسنا، وثانيًا حيال البشرية كلها من حولنا.

وأول أعلام الطريق، ومنارات السبيل، هو القيام بالإخلاص والتوحيد، والقضاء على الشرك والتنديد.

وإليكم الدليل والبرهان على كل ما تقدم من الآمال والآلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015