تقديم (*) [عبد الله بن عبد الرحمن السعد]
الحمد لله رب العالمين وأصلى وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين .. أما بعد:
فقط اطلعت على كتاب: (المختصر المفيد في عقائد أئمة التوحيد) جمع وتأليف أبى يوسف مدحت بن الحسن آل فراج، وهو كتاب قيم ومفيد جدًا وذلك لأمور:
أولاً: هذا الكتاب يتحدث عن أصول الدين وقواعد الملة، ففي هذا الكتاب بيان لحقيقة الإسلام والإيمان وأركانه، كما أنه فيه توضيح لأصل الأصول وهو التوحيد، ونواقض ومفسدات هذا الأصل من الشرك وأقسامه، والكفر وأنواعه، وما يتبع ذلك من الموالاة والمعاداة في ذلك، والبراءة من الشرك وأهله، وصفة الطاغوت والكفر به، وإفراد الله بالطاعة، وتحكيم شريعته، والجهاد لتحقيق ذلك، وما يتبع ذلك من الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، وبيان الفرق بين الدارين - دار الإسلام ودار الكفرـ، وغير ذلك من القضايا الكلية والمسائل المصيرية، ولا يخفى أهمية ذلك كله؛ لأن الإسلام لا يتحقق إلا بمعرفة ذلك والعمل به.
قال تعالى مذكرًا نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالأصل الذي بعثه من أجله {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [محمد: 19]، وهذه الآية الكريمة نزلت بعد البعثة بمدة طويلة لأنها في سورة مدنية وهى سورة محمد. فمع كونه مبعوثًا بهذه الكلمة وبقي مدة طويلة وهو يدعو الناس إليها ويجاهد من أجلها وهاجر - صلى الله عليه وسلم - من بلده لتحقيقها، ومع ذلك فإن الله تعالى يذكره بهذا الأصل العظيم الذي هو أساس دين الإسلام. وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 65، 66].