كنفخ الزق، أو كنفخ الصائغ في المنفاخ، وأن بعض الروح التي كانت فيه انفصلت فاصلة إلى بطنه وبطن أمه، لكان قوله في آدم يوجب له ذلك، لأنه قال: {وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله} .. إلى قوله: {ونفخ فيه من روحه} وكذلك قوله: {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}.

والنفخ يكون من وجوه، والروح يكون من وجوه. فمنها ما أضافه إلى نفسه، ومنها ما لم يضفه إلى نفسه. وإنما يكون ذلك على قدر ما عظم من الأمور، فمما سمى روحا وأضافه إلى نفسه، جبريل الروح الأمين، وعيسى بن مريم. والتوفيق كقول موسى حين قال: إن بني فلان أجابوا فلانا النبي ولم يجيبوك. فقال له: إن روح الله مع كل أحد.

وأما القرآن فإن الله سماه روحا، وجعله يقيم للناس مصالحهم في دنياهم وأبدانهم، فلما اشتبها من هذا الوجه ألزمهما اسمهما فقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا} وقال: {تنزل الملائكة والروح}

فصل منه

قد قلنا في جواباتهم وقدمنا مسائلهم بما لم يكونوا ليبلغوه لأنفسهم، ليكون الدليل تاما والجواب جامعا، وليعلم من قرأ هذا الكتاب، وتدبر هذا الجواب، أنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015