صلى الله عليه وسلم وهو يُمْلِي كِتاباً، فدخلَ رَجلٌ، فقالَ: له: أَنْطِ)) . قَالَ ابنُ الأَعرابي: لقد شَرَّفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه اللُّغَةَ، وهي حِمْيَرِيَّةٌ، حكاه الهَرَوِيّ في الغَرِيبَيْنِ. وأَنْطَيْتُ: لُغٌ ة في أَعْطَيْتُ، وقد قُرِىءَ: {إِنَّا أَنْطَينْاكَ الكَوْثَر} [الكوثر: 1] . وأَنْشَد ثَعلَبٌ:
(مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجِ بعدما ... يُرَى في فُروعٍ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ)
والتَّنَاطيِ: التَّسابُقُ في الأَمرِ. وتَنَاطاهُ: مارَسَه، وحَكَى أبو عُبيدٍ: تَناطَيْتُ الرِّجالَ: [تَمرَّسْتُ بهم] و [يقالُ:] لا تُناطِ الرِّجالَ، أي: لا تَمَرَّسْ بهم ولا تُشارْهم، وأُراه غَلَطاً، إنّما هو تَناطَيْتُ الرجالَ: ولا تَنَاطَ الرِّجالَ. والتَّناطِي: تَعاطِي الكلامِ وتَجاذُبُه. والمُناطاةُ: المُنازَعَةُ. وإنَّما قَضَيْنا علَى هذا بالواوِ لوُجُودِ [ن ط و] وعَدَمِ [ن ط ي] .
(مقلوبه)
[وط ن] الوَطَنُ: المَنْزِلُ تُقِيمُ به، والجمعُ: أَوطانٌ. وأَوطانُ الغَنَمَِ والبَقَرِ: مَرابِضُها وأَماكِنُها، قَالَ الأَخطَلُ:
(كُرُّوا إلى حَرَّتَيْكُم تُعْمُرُونَهُما ... كما تَكُرُّ إلى أَوطانِها البَقَرُ)
ومواطِنُ مكَّةَ: مَواقِفُها، وهو مِن ذلك. ووَطَنَ بالمكانِ، وأَوْطَنَ: أَقامَ، والأَخيرةُ أَعْلَى. وأَوْطَنَه: اتَّخَذَه وَطَناً، قَالَ:
(كَيْما يَرَى أَهلُ العِراقِ أَنَّني ... )
(أَوْطَنْتُ أَرضاً لم تكُن من وَطَنِي ... )
وواطَنَه على الأَمرِ: أَضْمَرَ فِعْلَه معه، فإنْ أَرادَ مَعْني وافَقَه قَالَ: وأطَأَه.