السّكُون وَجعل على الْحُرُوف السِّتَّة عَلامَة التَّشْدِيد فَيدل بذلك على الادغام التَّام الَّذِي يذهب لفظ النُّون فِيهِ وَذَلِكَ نَحْو قَوْله {من رَبهم} و {فَإِن لم تَفعلُوا} و {من نور} و {من مَاء} و {من يَقُول} و {من وَال} وَشبهه
وَإِن نقط ذَلِك على مَذْهَب من بَين غنة النُّون عِنْد الرَّاء وَاللَّام وَالْيَاء وَالْوَاو مَعَ الادغام فَفِي النُّون وَهَذِه الْحُرُوف وَجْهَان أَحدهمَا أَن تعرى النُّون من عَلامَة السّكُون ويعرى الْحَرْف بعْدهَا من عَلامَة التَّشْدِيد فتجعل عَلَيْهِ نقطة لَا غير فَيدل بذلك على أَن النُّون لم تنْقَلب الى لفظ ذَلِك الْحَرْف قلبا صَحِيحا وَلَا أدغمت فِيهِ إدغاما تَاما وَهَذَا كَانَ مَذْهَب شَيخنَا ابي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن بشر نضر الله وَجهه فِي نقط ذَلِك من حَيْثُ كَانَ ضربا من الاخفاء الَّذِي يعْدم الْقلب وَالتَّشْدِيد فِيهِ رَأْسا وَلم يكن إدغاما صَحِيحا
والوحه الثَّانِي أَن تجْعَل على النُّون عَلامَة السّكُون لظهو ر غنتها وَتجْعَل على الْحَرْف بعْدهَا عَلامَة التَّشْدِيد لاندغام صَوت النُّون الَّذِي لَهَا من الْفَم فِيهِ وَحُصُول شَيْء من التَّشْدِيد فِيهِ بذلك فَيدل على الإندغام الَّذِي يبْقى فِيهِ للنون صَوتهَا الَّذِي لَهَا من الخيشوم وَهُوَ الغنة وَلَا يقلب الْحَرْف فِيهِ قلبا تَاما وَهَذَا الْمَذْهَب فِي الِاسْتِعْمَال أولى وَفِي الْقيَاس اصح لما ذَكرْنَاهُ