سبعة وجوه (?)، لكن لم يجتمع في الكلمة الواحدة ضمن نوع واحد من أنواعها أكثر من سبعة.
فإن قلت: هلاَّ مثَّلت بأمثلة توضح ذلك؟
فدونك أمثلة منها:
1 - لفظ «مجريها» في قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41].
• قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بفتح الميم مع الإمالة.
• قرأ بضم الميم مع الإمالة أبو عمرو وابن ذكوان بخلف عنه.
• قرأ الأزرق عن ورش بضم الميم مع التقليل.
• قرأ الباقون بضم الميم من دون إمالة.
وهذه الكلمة يتشكل منها أربعة أحرف، وهي: فتح الميم، وضم الميم، والفتح أو الإمالة أو التقليل، ويتركب منها بالجمع عدد من الأوجه، وما يتركب من الأوجه ليس هو الأحرف، وإنما الأصل الرباعي المذكور هو الأحرف في هذه الكلمة.
2 - لفظ إبراهيم في قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [البقرة: 124].
• قرأ ابن ذكوان عن ابن عامر بخلف عنه (إبراهام).
• وقرأ الباقون ـ وهو الوجه الثاني لابن ذكوان ـ (إبراهيم).
فقراءة (إبراهيم) بهذين الوجهين من النطق هما حرفان من الأحرف المنْزلة.
وقد سبقت الإشارة إلى جملةٍ من وجوه الاختلاف الكائن في القراءات الذي مردُّه إلى الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن.
وأما الثاني، وهو هل بقيت هذه الوجوه القرائية أم نُسِخت وتُرِكت؟