كما وقع الوهم عند بعض العلماء، فظنَّ أن جبريل عليه السلام يأخذه من السفرة في بيت العزَّة فيُنجِّمه على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

فهذا النُّزول الجملي متعلق بأهل السماء الدنيا؛ إذ ليس فيه أثر يتعلق بأهل الأرض، أما ابتداء نزوله الذي قال الله فيه: {هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185] فهو متعلق بأهل الأرض؛ لأن فيه هدايتهم كما نصت الآية.

النُّزول المفرَّق:

القرآن جزء من الوحي الذي كان ينْزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان من حكمة الله الخبير الموافقة لمواقع الأمور أن يجعل بعض القرآن متوافقاً في نزوله مع ما يحدث في أيام نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم، بحيث يكون فيه حلٌّ لإشكالات تقع، وإرشادٌ في مسائل تحدث، وتثبيتٌ لقلب النبي صلّى الله عليه وسلّم في قضاء وقع ... إلخ ذلك مما تقتضيه الحاجة من نزول بعض الآيات والسور.

وقد تتابع تنْزيله على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طوال فترة بعثته على حسب الخلاف الوارد في مدة نبوته (عشرين سنة، أو ثلاثٍ وعشرين سنة) (?).

النُّزول السنوي:

هذا النوع من النُّزول مما لم يُشر إليه من كَتب في تنَزلات القرآن، وقد أشار إليه مقاتل بن سليمان (ت150هـ) في تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]، قال: «قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} يعني القرآن؛ أنزله الله عزّ وجل من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، إلى السفرة ـ وهم الكتبة من الملائكة ـ وكان ينْزل تلك الليلة من الوحي على قدر ما ينْزل به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015