وفي ضبط الإدغام الناقص ـ في حكم النون الساكنة إذا التقت بالواو والنون ـ خلافٌ ذكره علماء الضبط، وهذا ملخصه (?):
الأول: إثبات علامة السكون في النون والشدة في الياء والواو.
وقد ذكر التَّنسي (ت899هـ) عِلَّةَ ذلك، فقال: «... ووجهه أن النون لما بقي صوتها أشبهت المظهرة، فسكنت، ولما انعدم لفظها؛ لعدم قرع اللسان لها؛ أشبهت ما أُدغِم إدغاماً خالصاً، فشُدِّد ما بعدها، فهي مظهرة من جهة صوت الغنة، مدغمة من جهة عدم قرع اللسان لها. فجاء النقط منبِّها على الأمرين معاً» (?).
الثاني: تعرية النون من السكون والواو والياء من التشديد.
وقد ذكر التنسي (ت899هـ) علَّة ذلك، فقال: «ووجهه أنَّ تعرية النون تُشعر بانعدام لفظها في قرع اللسان، وتعرية ما بعدها من الشدِّ تُشعِر بأنها لم تُدغم فيه إدغاماً خالصاً» (?).
أما حكم التقاء الطاء بالتاء، فقد ذكر الخراز في منظومته الاختلاف في طريقة ضبطها، فقال (?):
ثم الذي أدغمت مع إبقاء ... صوت كطاء عند حرف التاء
صوِّر سكون الطاء إن أردتَّا ... وشدِّدن بعده حرف التّا
أو عرِّ إن شئت كلا الحرفين ... والأول اختير من الوجهين
وأما ضبط الإخفاء فقد ذكره الخراز بقوله:
وحكم نون وسكون تُلقِى ... سكونها عند حروف الحلق
وعند كل ما سواه تُعرى ... ..................