من أنفس كتب العدِّ، والداني كعادته يقدم لكتابه بما عنده من الآثار التي في موضوع كتابه، وقد ذكر فيه أبواباً مهمة معززة بالآثار؛ مثل: (ذكر السنن والآثار التي فيها ذكر الآي) (ذكر السنن والآثار التي فيها ذكر العشور) (ذكر من جاء عنه عقد الآي في الصلاة ...) (ذكر من كان يعدُّ الآي من أئمة القراءة ويعلِّمه ويحثُّ عليه ...) إلخ. ثم ذكر عد كل سورة، وما وقع فيه الاختلاف بين العادين، ويقدم لكل سورة بذكر المكي والمدني، وذكر نظيرها في العدد، وعدد كلماتها وحروفها، وذكر فواصلها.

الثانية: الشاطبي وكتابه «ناظمة الزهر»:

الشاطبي: القاسم بن فيرُّة بن خلف الرعيني، أبو القاسم، إمام القراء، تصدَّر للإقراء بمصر، وإليه انتهت رياستها، كان ضريراً، ومات في القاهرة (ت590هـ).

وله كتب نفيسة في علوم القرآن، ومن أشهرها نظمه في القراءات الذي أسماه «حرز الأماني ووجه التهاني»، وله نظم في العدِّ والفواصل، وهو المذكور في كلام اللجنة واسمه «ناظمة الزُّهر»، وقد قال في مطلعها:

بدأت بحمد الله ناظمة الزُّهر ... لتجني بعون الله عيناً من الزَّهر

وقد ذكر العد الكوفي الذي اتبعته اللجنة في هذا المصحف، فقال:

ولما رأى الحفاظ أسلافهم عُنُوا ... بها دوَّنوها عن أولي الفضل والبرِّ

فعن نافع عن شيبة ويزيد أوْ ... وَل المدني إذ كلُّ كوفٍ به يُقري

وقد اعتنى بالعدِّ أقوام من العلماء قبل الشاطبي (ت590هـ) وبعده، وقد ذكر جماعة منهم في منظومته، وقد سبقت الإشارة إليهم في موضوع عد الآي.

الثالثة: أبو عيد رضوان المخللاتي وكتابه «إرشاد الكاتبين»:

هو رضوان بن محمد بن سليمان المُخللاتي (ت1311هـ)، عالم بالقراءات والرسم العثماني، من أجلِّ أعماله كتابةُ المصحف على قواعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015