ترتيب السور
لم يقع خلاف بين الأمة في أن ترتيب الآيات كان بتوقيف من النبي صلّى الله عليه وسلّم، إذ كان يقرؤه على الصحابة ليل نهار، ولم يُسمع من أحدهم أنه خالفَ في ترتيب آية من الآيات.
أما مسألة ترتيب السور فقد وقع فيها خلاف؛ هل كان بتوقيف من النبي صلّى الله عليه وسلّم أم باجتهاد من الصحابة؟ وبعض العلماء يجعل الخلاف على ثلاثة أقوال:
الأول: أنه بتوقيف من النبي صلّى الله عليه وسلّم.
الثاني: أن الترتيب باجتهاد الصحابة.
الثالث: من يرى أن بعضه توقيفي وبعضه اجتهادي.
وهي تؤول ـ في النهاية ـ إلى قولين: التوقيف والاجتهاد، ولكل قول وجه معتبرٌ، وحظٌّ من النظر.
والخلاف بين هذين القولين قويٌّ جدّاً، والذي يترجَّح ـ والله أعلم ـ القول الأول لأمورٍ؛ منها:
1 - أنه قد ثبت في أحاديث عديدة ذكر سور القرآن المتوالية حسب ترتيب المصحف، ولم يرد خلاف ذلك إلا في حديث واحد، وله دلالة لا تخالف كون الترتيب توقيفياً كما سيأتي.
ومن الأحاديث المرتبة للسور ما رواه مسلم بسنده عن أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه.
اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة