امْرِئ مُسلم لَهُ شَيْء يُرِيد أَن يُوصي فِيهِ، يبيت لَيْلَتَيْنِ، إِلَّا ووصيته مَكْتُوبَة عِنْده " مُتَّفق عَلَيْهِ، وَهَذَا لفظ مُسلم. وَزَاد: " وَقَالَ عبد الله بن عمر: مَا مرت عَلّي لَيْلَة مُنْذُ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ذَلِك إِلَّا وَعِنْدِي وصيتي ".
955 - وَعَن عَامر بن سعد، عَن أَبِيه قَالَ: " عادني النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حجَّة الْوَدَاع من وجع أشفيت مِنْهُ عَلَى الْمَوْت، فَقلت: يَا رَسُول الله! بلغ بِي مَا ترَى من الوجع وَأَنا ذُو مَال، وَلَا يَرِثنِي إِلَّا ابْنة لي وَاحِدَة، أفأتصدق بِثُلثي مَالِي؟ قَالَ: لَا. قلت: أفأتصدق بشطره؟ قَالَ: لَا. (قلت: فَالثُّلُث؟ قَالَ) : الثُّلُث، وَالثلث كثير. إِنَّك إِن تدع وَرثتك أَغْنِيَاء، خير من أَن تذرهم عَالَة يَتَكَفَّفُونَ النَّاس، وَلست منفقاً نَفَقَة تبتغي بهَا وَجه الله إِلَّا أُجرت بهَا، حَتَّى اللُّقْمَة تجعلها فِي فيّ امْرَأَتك! قَالَ: قلت يَا رَسُول الله! أُخلَّف بعد أَصْحَابِي؟ قَالَ: إِنَّك لن تخلَّف فتعمل عملا تبتغي بِهِ وَجه الله إِلَّا ازددت بِهِ دَرَجَة ورفعة، ولعلك تُخلَّف حَتَّى ينْتَفع بك أَقوام ويضر بك آخَرُونَ، (ثمَّ قَالَ) اللَّهُمَّ امْضِ لِأَصْحَابِي هجرتهم وَلَا تردهم عَلَى أَعْقَابهم، لَكِن البائس سعد بن خَوْلَة " يرثي لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَن توفّي بِمَكَّة. مُتَّفق عَلَيْهِ وَاللَّفْظ لمُسلم.