بسم الله الرحمن الرحيم
قرأ أبو عبد الرحمن: "أَلَمْ تَرَ كَيْف1"، ساكنة الراء.
قال أبو الفتح: هذا السكون إنما بابه الشعر، لا القرآن؛ لما فيه من استهلاك الحرف والحركة قبله، يعني الألف والفتحة من "ترا" أنشد أبو زيد في نوادره:
قالت سليمى اشتر لنا سويقا2
يريد: اشتر، فحذف الياء من يشتري والكسرة وفيها أيضا:
قالت له كليمة تلجلجا ... لو طبخ النئ بها لأنضجا
يا شيخ لا بد لنا أن نحججا ... قد حج في ذا العام من كان رجا
فاكتر لنا كرى صدق فالنجا ... واحذر فلا تكثر كريا أعوجا
علجا إذا ساق بنا عفنججا3
فحذف كسرة "اكتر" في الموضعين جميعا كما ترى.
وروينا عن أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم:
ومن يتق فإن الله معه ... ورزق الله مؤتاب وغادي3
يريد: "يتق"، فحذف الكسرة بعد الياء.
وقرأ أبو المليح الهذلي: "فَتَرَكَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ4".