قال أبو الفتح: إن لم يكن ذلك همزًا مخففًا فخَفِيَ بتخفيفه فعُبر عنه بترك الهمز، فذلك من تخليط العرب في الاسم الأعجمي.

قال أبو علي: العرب إذا نطقت بالأعجمي خلَّطت فيه، أنشدنا:

هل تعرف الدار لأم الخزرج ... منها فظَلْتَ اليوم كالْمُزَرَّج1

قال: وقياسه كالمزرجَن؛ لأنه من الزَّرَجون وهو الخمر، والنون في زَرَجون ينبغي أن يكون أصلًا بمنزلة السين من قَرَبُوس2.

وأنشدنا لرؤبة:

في خِدْرِ ميَّاسِ الدُّمى الْمُعَرجن3

فهذا من العُرجون، وكذا كان قياسه أن يقول: المزرجن. وإذا جاز للعرب أن تخلِّط في العربي وهو من لغتها، فكيف يكون -ليت شعري- فيما ليس من لغتها؟!

ومما خلطت فيه من لغتها قول لبيد:

دَرَس المنا بِمُتالع فأَبان4

طور بواسطة نورين ميديا © 2015