ومنهم من يبدل هذه الألفات في الوقف ياءات، فيقول: هذه عصيْ، ورأيت حبليْ، وهذه رَجَيْ؛ أي: الناحية؛ يريد رجًا.

ومنهم من يبدلها في الوقف أيضًا واوًا، فيقول: هذه عَصَو وأَفعَو وحُبَلَو.

ومنهم من يبدلها في الوصل واوًا أيضًا، فيقول: هذه حُبْلَو يا فتى.

ومن البدل في الوقف ياء ما أنشده بعض أصحابنا؛ وهو محمد بن حبيب1:

إن لِطيٍّ نسوة الفَضيْ ... يمنعهن الله ممن قد طغيْ2

بالمشرفيات وطعن بالقَنيْ ... يا حبذا جفانك ابن قَحْطَبيْ

وحبذا قدورك الْمُنْصَّبيْ ... كأن صوت غليها إذا غَلَيْ

صوت جمال هَدَرَيْ فَقَبْقَبيْ

أراد: ابن قحطبة، فإما أن يكون حذف الهاء للترخيم في غير النداء، فبقيت الباء مفتوحة، فأشبع الفتحة للقافية؛ فصارت قحطبًا، ثم أبدل الألف ياء على ما مضى، وإما أن يكون أبدل الهاء ألفًا؛ فصارت قحطبة إلى قحطبا، ثم أبدل الألف ياء على ما مضى، وعلى ذلك يجوز أيضًا أن يكون قوله3:

كفعل الْهِرِّ يحترِشُ العَظايا

أراد: العَظَاية، ثم أبدل الهاء ألفًا؛ فصار العظايا.

وإن شئت قلت: شبه ألف النصب بهاء التأنيث فقال: العظايا، كما تقول: العظاية، وهذا قول أبي عثمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015