ومن ذلك قراءة عبد الكريم الجزري1: "فَتَكُنْ فِي صَخْرَة2"، بكسر الكاف.
قال أبو الفتح هذا من قولهم3: وكن الطائر: إذا استقر في وكنته، وهي مقره ليلا، وهي أيضا عشه الذي يبيض فيه، ووكره. ومنه قوله:
وقد أغتدى والطير في وكناتها4
وقد وكن يكن وكونا فهو واكن، وجمعه وكون، كقاعد وقعود. قال:
يذكرني سلمى وقد حال دونها ... حمام على بيضاتهن وكون5
وكأنه من مقوب الكون؛ لأن الكون الاستقرار، وعليه قالوا: قد تكون في منزله واستقر.
ومن ذلك قراءة يحيى بن عمارة: "وَأَصْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً"6.
قال أبو الفتح: أصله السين، إلا أنها أبدلت للغين بعدها صادا، كما قالوا في سالغ7: صالغ، وفي سالخ: صالح، وفي سقر: صقر، وفي السقر الصقر8. وذلك أن حروف الاستعلاء تجتذب السين عن سفالها إلى تعاليهن، والصاد مستعلية، وهي أخت السين في المخرج، وأخرى حروف الاستعلاء, وهذا التقريب بين الحروف مشروح الحديث في باب الإدغام، ومنه قولهم في سطر: صطر، وفي سويق: صويق.