بسم الله الرحمن الرحيم
قرأ عمرو بن عبد الواحد: "أَنِ ارْضِعِيهِ"1، بكسر النون، ولا همز بعدها.
قال أبو الفتح: هذا على حذف الهمزة اعتباطا لا تخفيفا، كما قرأ ابن محيصن "فَجَاءَتْهُ احْدَاهُمَا"2، بحذف همزة إحداهما: ألبتة. فلما حذف الهمزة على ما ذكرنا كسر النون من "أن" لسكونها وسكون الراء من بعدها، كما قال الله سبحانه: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ} 3. ولو كان على التخفيف القياسي لقال: أنَ ارْضِعِيه، بفتح النون بحركة الهمزة من "ارضيعه" ومثله مما حذف منه الهمزة اعتباطا هكذا لا تخفيفا قياسيا ما أنشده أبو الحسن:
تَضِبُّ لِثاتُ الخيْلِ في حَجَرَاتِها ... وتسمْعُ مِنْ تحتِ العَجَاجِ لَها ازْمَلَا4
يريد: لها أَزْمَلا.
ومن ذلك قراءة فضالة بن عبد الله5 والحسن وأبي الهذيل6 وابن قطيب7: "وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَزعًا"8.