سم الله الرحمن الرحيم
قرأ: "عَظْمًا"، واحدًا "فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ"2 جماعة -السلمي وقتادة والأعرج والأعمش. واختلف عنهم.
وقرأ: "عِظَامًا" جماعةٌ "فَكَسَوْنَا الْعِظْمَ3" واحدا -مجاهد.
قال أبو الفتح: أما من وحد فإنه ذهب إلى لفظ إفراد الإنسان والنطفة والعلقة، ومن جمع فإنه أراد أن هذا أمر عام في جميع الناس. وقد شاع عنهم وقوع المفرد في موضع الجماعة.
نحو قول الشاعر:
كُلُوا في بعضِ بَطْنِكُمُ تَعِفُّوا ... فإنَّ زَمَانَكُمُ زَمَنُ خَمِيصُ4
وقول طفيل:
في حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقد شَجينَا5
وهو كثير وقد ذكرناه. إلا أن من قدم الإفراد ثم عقب بالجمع أشبه لفظا؛ لأنه جاور بالواحد لفظ الواحد الذي هو "إنسان" و"سلالة" و"نطفة" و"علقة" "ومضغة". ثم عقب بالجماعة؛ لأنها هي الغرض. ومن قدم الجماعة بادر إليها إذ كانت هي المقصود. ثم عاد فعامل اللفظ المفرد بمثله. والأول أحرى6 على قوانينهم. ألا تراك تقول: من قام وقعدوا