و "رَبُّ" مما يجوز أن يكون وصفا لأي، ألا تراك تجيز يأيها الربُّ؟ قال أصحابنا فلم يكونوا ليَجمعوا عليه حذف موصوفه وهو "أي"، وحذف حرف النداء جميعا1.
وعلى أن هذا قد جاء مثلُه في المثَل، وهو قولهم: افتدِ مخنُوق2، وأصبِحْ ليل3، وأطرقْ كَرا4. يريد يا مخنوق، وياليل، ويا كروان. وعلى أن الأمثال عندنا وإن كانت5 منثورة فإنها تجري في تحمل الضرورة لها مجرى المنظوم في ذلك. قال أبو علي: لأن الغرض في الأمثال إنما هو التسيير، كما أن الشعر كذلك، فجرى المثل مجرى الشعر في تجوز الضرورة فيه ومن الشعر قوله:
عجِبْتُ لِعطَّارٍ أَتانا يَسُومُنا ... بِدَسْكَرَةِ المَرَّانِ دُهْنَ البنفسجِ
فَقُلْتُ له: عطارُ هَلّا أتيْتَنا ... بنَوْر الخزامى أو بِخُوصَةِ عَرْفَجِ6