قال أبو الفتح: هو معطوف على موضع الجار والمجرور من قوله: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ 1} ، كأنه قال: ألزمني بِرًّا، وأشعرني بوالدتي؛ لأنه إذا أوصاه به؛ فقد ألزمه إياه. وعليه بيت الكتاب:

يَذْهَبْنَ فِي نَجْدٍ وَغَوْرًا غَائِرَا2*

أي: ويسلكن غورا، وبيته أيضا:

فَإنْ لَمْ تَجِدْ مِنْ دُونِ عَدْنَانَ وَالِدًا ... وَدُونَ مَعْدٍّ فَلْتَزَعْكَ الْعَوَاذِلُ3

عطف "دونَ" الثانية على موضع "من دونِ" الأولى، نظائره كثيرة جدًّا. وإن شئت حملته على حذف المضاف، أي: وجعلني ذا برّ، وإن شئت جعلته إياه على المبالغة، كقولها4:

فإنما هي إقبالٌ وإدبارٌ

على غير حذف المضاف.

ومن ذلك قراءة طلحة: "وريًِا"5، خفيفة بلا همز.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015