وعليه قول آخر:
أخْشَى عليها طَيِّئًا وأَسَدَا ... وَخَارِبَيْن خَرَبَا فَمَعَدَا
لا يحسبانِ اللهَ إلا رَقَدَا1
وهذا هو ما نحن فيه البتة.
ومن ذلك قراءة ابن محيصن: "مِنْ سُنْدُسٍ وَاسْتَبْرَقَ2"، بوصل الألف.
قال أبو الفتح: هذا عندنا سهو أو كالسهو، وسنذكره في سورة الرحمن بإذن الله3.
ومن ذلك قراءة أبي بن كعب والحسن: "لَكِنْ أَنَا هُوَ اللَّهُ رَبِّي4".
وقرأ: "لَكِنْ هُوَ اللَّهُ رَبِّي" -ساكنة النون من ألف- عيسى الثقفي [94ظ] .
قال أبو الفتح: قراءة أبي هذه هي أصل قراءة أبي عمرو وغيره: "لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي"5، فخففت همزة "أنا" بأن حذفت وألقيت حركتها على ما قبلها، فصارت "لكنَنَا"، ثم التقت النونان متحركتين، فأسكنت الأولى، وأدغمت في الثانية، فصارت "لكنَّ" في الإدراج. فإذا وقفت ألحقت الألف لبيان الحركة، فقلت: "لكنَّا"، فـ "أنا" على هذا مرفوع بالابتداء وخبره الجملة، وهي مركبة من متبدأ وخبر، فالمبتدأ "هو"6، وهو ضمير الشأن والحديث، والجملة بعده خبر عنه، وهي مركبة من مبتدأ وخبر، فالمبتدأ "الله"، والخبر "ربي"، والجملة خبر عن "هو"، و"هو" وما بعده من الجملة خبر عن "أنا"، والعائد عليه من الجملة بعده الياء في "ربي"، كقولك: أنا قائم غلامي.
فإن قلت: فما العائد على "هو" من الجملة بعده التي هي خبر عنه؟ فإنه لا عائد على المبتدأ