قال الراجز:

أصبح قلبي صردا ... لا يشتهي أن يردا

إلا عرادا عردا ... وصليانا بردا

وعنكثا ملتبدا1

يريد عاردا وباردا، فحذف الألف تخفيفا. ألا ترى أن أبا النجم قال:

كأنَّ في الفرش القتادَ العارِدا1

أي القوي الخشن، وقد ذكرنا نحو هذا.

وقد يجوز في "الْقَنِطِينَ" غير هذا، وذلك أنهم قد قالوا: قَنِطَ يقنَطُ، فقد يكون "الْقَنِطِينَ" من قَنِطَ يقنَطُ هذه، ويكون القانِطُون من قَنَطَ.

ومن ذلك قراءة الأشهب: "ومَن يقنُطُ2"، بضم النون.

قال أبو الفتح: فيه لغات: قَنَطَ يقنِطُ، وقَنِطَ يقنَطُ، وقَنَطَ يقنُطُ. وقد حكيت أيضا: قَنَطَ يقنَطُ، ومثله من فعَل يفعَل: ركَن يركَن، وأبي يأَبى، وغسَا3 الليل يغسَا، وجبَا4 يجبَا، وقالوا: عَضَضْتَ تعضُّ. قال ابن يحيى: قد قالوا في شمِمتُ وصبِبتُ ونحوه بفتح الثاني هربًا من الكسر5 من التضعيف.

ومن ذلك قراءة الحسن "يَنْحَتُونَ6"؛ بفتح الحاء.

قال أبو الفتح: أجود اللغتين نَحَتَ ينحِت، بكسر الحاء، وفتحها لأجل حرف الحلق الذي فيها، كسَحَرَ يسحَر. وينبغي أن ينظر إلى ما أورده ليكون إلى نحوه طريقًا وسُلَّمًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015