دليلًا عليها، وكالعوض منها لا سيما وهي خفيفة، إلا أنه شبه الفتحة بالكسرة المحذوفة في نحو هذا استخفافًا. أنشد أبو زيد:
قالت سليمى اشْتَرْ لنا دقيقا1
وأنشدنا أيضًا:
قالت سليمى كَلْمَةً تَلجْلَجَا ... لو طُبخ النِّيء به لَأُنْضِجَا
يا شيخ لا بدَّ لنا أن نَحْجُجَا ... قد حج في ذا العامِ مَن كان رَجا
فاكْتَرْ لنا كَرِيَّ صدق فالنَّجا ... واحذر فلا تَكْتَرْ كَرِيًّا أَعْوجَا
عِلْجًا إذا ساق بنا عَفَنْجَجَا2
فأسكن الراء من "اشترْ" و"اكترْ" استخفافًا، أو إجراء للوصل على حد الوقف. وروينا عن أبي بكر محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى قول الشاعر:
ومن يتَّقْ فإن الله معه ... ورِزقُ الله مُؤتابٌ وغادِي3
فأسكن قاف "يتقْ" لما ذكرنا، وكذلك شبه السلمى "أَلَمْ تَرْ" بذلك إذا كانت الكسرة أثقل، أو لأنه أجرى الوصل مجرى الوقف.
ومن ذلك قراءة الحسن: "وَأُدْخِلُ الَّذِينَ"4 برفع اللام.
قال أبو الفتح: هذه القراءة على أن "أُدْخِلُ" من كلام الله تعالى؛ كأنه قطَع الكلام واستؤنف