الحسن بخلاف وابن مسعود ومجاهد1 وأبي رجاء بخلاف وقتادة وعمرو بن ميمون2 ورواه عباس3 عن الأعمش: "يُضَلُّ بِه".

وفيه تأويلان: إن شئت كان الفاعل اسم الله تعالى مضمرًا؛ أي: يُضل الله الذين كفروا، وإن شئت كان تقديره: يُضِل به الذين كفروا أولياءَهم وأتباعَهم.

ومن ذلك قال عباس: سألت أبا عمرو وقرأ: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} 4، قال أبو عمرو5: وفيها قراءة أخرى لا ينصب الياء "ثانِي اثنين".

قال أبو الفتح: الذي يُعمل عليه في هذا أن يكون أراد: ثانيَ اثنين كقراءة الجماعة، إلا أنه أسكن الياء تشبيهًا لها بالألف. قال أبو العباس: هو من أحسن الضرورات، حتى لو جاء به إنسان في النثر كان مصيبًا.

فإن قيل: كيف تجيزه في القرآن وهو موضع اختيار لا اضطرار؟ قيل: قد كثر عنهم جدًّا، ألا ترى إلى قوله:

كأنَّ أيديهن بالقاع القَرِق ... أيدي عَذَارى يتعاطَيْن الورِق6

طور بواسطة نورين ميديا © 2015