وأما "إلى مَيْسُره" فغريب؛ وذلك أنه ليس في الأسماء شيء على مفْعُل بغير تاء؛ لكنه بالهاء، نحو: المقْدُرة والمقْبُرة والمشرُقة1 والمقنُوة2، وأما قوله:

أَبلغ النعمان عني مألُكا ... أنه قد طال حبسي وانتظار3

فطريقه عندنا: أنه أراد مألُكة -وهي الرسالة- غير أنه حذف الهاء وهو يريدها، كما قال كثير:

خليلي إنْ أمُّ الحكيم تَحَملت ... وأَخْلت لخيمات الْعُذَيب ظلالها4

يريد: العُذيْبَة "31ظ"، وكما قال ملك بن جبار الطائي:

إنا بنو عمكم لا أن نُباعلكم ... ولا نصالحكم إلا على ناح5

يريد ناحية. وكذلك قول الآخر:

بُثَيْن الزمى لا إن لا إن لزمتِه ... على كثرة الواشين أيُّ معون6

يريد معونة فحذف، وقيل: أراد جمع معونة، وكذلك قول الآخر:

ليوم روع أو فَعالِ مَكْرُم7

يريد: مكرمة ثم حذف، وقيل: أراد جمع مكرمة، وكذلك أراد هنا إلى ميسرته، فحذف الهاء. وحسن ذلك شيئًا أن ضمير المضاف إليه كاد يكون عوضًا من علم التأنيث، وإليه ذهب الكوفيون في قوله تعالى: {وَإِقَامِ الصَّلاةِ} 8 أنه أراد إقامة، وصار المضاف إليه كأنه عوض من التاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015