قال أبو الفتح: أكثر ما جاء فعلان في الأوصاف والمصادر؛ فالأوصاف كقولهم: رجل شَقَذَان للخفيف، وقالوا: أكذب من الأَخيذ الصَّبَحَان1 بفتح الباء كما ترى، وقد رُوي الصبْحان بتسكينها، ويومٌ صَخَدان ولَهَبَان لشدة الحر، وعير فَلَتان2، ورجل صَمَيان: ماض منجرد.

وأما المصادر فنحو الوهجان والنَّزَوَان والغَلَيَان والغثيان والقفزان والنقران. والمعنى -في الوصف والمصدر جميعًا من هذا المثال- الحركة والخفة والإسراع، وهو في الأسماء غير الصفات والمصادر قليل، غير أنهم قد قالوا: الوَرَشان3 والكَرَوَان والشبهان لضرب من النبت4، وقيل: الشَّبُهان بضم الباء، وقالوا: العنَبان للتيس من الظباء النشيط، فإذا كان كذلك كان الصفَوان أيضًا مما جاء من غير الأوصاف والمصادر على فعَلان.

ومن ذلك قراءة "30و" الزهري ومسلم بن جندب5: "ولا تُيمِّموا الخبيث"6 بضم التاء وكسر الميم.

قال أبو الفتح: فيها لغات: أمَمْتُ الشيء ويممْتُه وأَمَّمْتُه ويَمَّمْتُه وتَيمَّمْتُه، وكله قَصَدتُه.

قال الأعشى:

تؤمُّ سنانا وكم دونه ... من الأرض مُحْدَوْدِبا غارُها7

وقال الآخر:

يمْمتُ بها أبا صخر بن عمرو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015