مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة، وكان مبعثه عليه السلام على رأس مائة وخمسين سنة من عام الغدر، والعشرين سنة من ملك كسرى إبرويز، ويقال لست عشرة خلت من ملكه. وعلى اليمن يومئذ باذام أبو مهران. وملك الحيرة يومئذ إياس بن قبيصة الطائي ومعه النخير جان الفارسي على رأس سنتين وأربعة أشهر من ولايتهما.
وأما الأعراب فإنما يؤرخون بما يكون في السنين من حرب أو عاهة وما أشبه ذلك. ومن ذلك قول النابغة الجعدي:
فمن يك سائلا عنى فإني ... من الفتيان أزمان [1] الخنان
ومنه قول العجير السلولي:
رأتني تحادبت الغداة ومن يكن ... فتى قبل عام الماء فهو كبير
وقول بعضهم:
إلى عبد العزيز شكوت جهداً ... من البيضاء أو زمن القتاد
وهذا في إشعارهم كثير.
فولد رسول الله صلى الله عليه يوم الاثنين لليلتين خلتا من