شرحبيل على تميم والرباب. وملك سلمة على بكر وتغلب. وملك معدي كرب، وهو غلفاء، على قيس وكنانة. فلما مات الحارث، ضبط كل رجل من بنيه ملكه فاشتد ملكهم. فأما بنو أسد، فقتلوا ملكهم حجرا أبا امرئ القيس الشاعر. ووثب شرحبيل وسلمة فاحتربا. فقُتل شرحبيل. قتله أبو حنش عُصم بن النعمان التغلبي وكان مع سلمة بن الحارث. وضرب سلمة بن الحارث الفالجُ فهلك.
وأصاب معدي كرب بن الحارث الوسواس على أخيه شرحبيل. فخرج يهيم على وجهه فمات. وانخرق ملك كندة. فقام عمرو أقحل بن أبي كرب بن قيس بن سلمة بن الحارث الملك، فقال: «يا معشر كندة! إنكم قد أصبحتم بغير دار مقام. وقد ذهب أشرافكم وانخرق ملككم.
ولا آمن العرب عليكم. فالحقوا بقومكم» . فرحلوا فلحقوا بحضرموت فهم بها الى إليوم.
كان سبب ملك غسان مع الروم أن الضجاعم وهم بنو ضجعم ابن حَماطة بن سعد بن سَليح بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وكانوا الملوك بالشأم قبل قدوم/ غسان. وكانت سليح يجبون من نزل بساحتهم من مضر وغيرها للروم. فأقبلت غسان في جمع عظيم يريدون الشأم