المحبر (صفحة 350)

ولا ابن محلم [1] وأبو بجير ... وعُجْب من وفائهما عجيب

أبو بجير هو الحارث بن عُباد.

(السموءل) [2] بن حيَّا بن عاديا الغساني. وكان من وفائه أن امرء القيس بن حُجر لما شخص إلى قيصر، أودعه أدراعا له.

فلما مات/ امرؤ القيس، غزاه بعض ملوك الشام. فأغلق الحصن دونه.

وظفر الملك بابن له كان خارج الحصن. فناداه: «يا سموأل! ادفع إلىّ دروع امرئ القيس، وإلا قتلت إبنك» . فشاور نساءه وأهل بيته. فكل أشار عليه بدفع الدروع واستنقاذ ابنه. فأشرف السموءل على الملك فقال له: «ليس لي إلى الدروع سبيل. فافعل ما بدا لك» .

فذبح ابنه وهو ينظر إليه، وانصرف عنه. فلما حضر الموسم حمل الدروع حتى دفعها إلى ورثة امرئ القيس. فقال الأعشى:

جار ابن حيَّا لمن نالته ذمته ... أوفى وأكرم من جار ابن عمار

خيَّره خطتي خسف فقال له ... مهما تقله فاني سامع حار

فشك غير طويل، ثم قال له: ... إذبح هديك، إني مانع جاري

(عوف) بن محلِّم الشيبانى. وكان من وفائه أن مروان ابن زنباع العبسي كان قد وتر عمرو بن هند اللخمي فجعل على نفسه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015