ولا ابن محلم [1] وأبو بجير ... وعُجْب من وفائهما عجيب
أبو بجير هو الحارث بن عُباد.
(السموءل) [2] بن حيَّا بن عاديا الغساني. وكان من وفائه أن امرء القيس بن حُجر لما شخص إلى قيصر، أودعه أدراعا له.
فلما مات/ امرؤ القيس، غزاه بعض ملوك الشام. فأغلق الحصن دونه.
وظفر الملك بابن له كان خارج الحصن. فناداه: «يا سموأل! ادفع إلىّ دروع امرئ القيس، وإلا قتلت إبنك» . فشاور نساءه وأهل بيته. فكل أشار عليه بدفع الدروع واستنقاذ ابنه. فأشرف السموءل على الملك فقال له: «ليس لي إلى الدروع سبيل. فافعل ما بدا لك» .
فذبح ابنه وهو ينظر إليه، وانصرف عنه. فلما حضر الموسم حمل الدروع حتى دفعها إلى ورثة امرئ القيس. فقال الأعشى:
جار ابن حيَّا لمن نالته ذمته ... أوفى وأكرم من جار ابن عمار
خيَّره خطتي خسف فقال له ... مهما تقله فاني سامع حار
فشك غير طويل، ثم قال له: ... إذبح هديك، إني مانع جاري
(عوف) بن محلِّم الشيبانى. وكان من وفائه أن مروان ابن زنباع العبسي كان قد وتر عمرو بن هند اللخمي فجعل على نفسه