وهو صاحب نهر فيروز بالبصرة. كاتب مولاه حصين بن الحر العنبري على خمسين الفا. ثم أتاه فقال: «إني أكره أن أكون مكاتبا.
ولكني اشتري نفسي منك بها» . / فأخذها منه وأعتقه. وكان خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث. فلما كان يوم الزاوية [1] ، نادى منادي الحجاج: «من جاء برأس فيروز فله عشرة آلاف» . [2] فنادى فيروز: «من جاءني برأس الحجاج فله مائة الف» . فأهمت الحجاج نفسه، ولم يأمن ثقاتة. ثم ظفر به الحجاج بعد، فطالبه بأن يطلعه على أمواله. فقال: «إن لي أموالا على الناس وودائع عندهم. فأخرجني مع حرسي حتى أقفه عليها» . فأخرجه مع حرسي. فنادى فيروز: «أيها الناس! من عرفني فقد عرفني. ومن لم يعرفني فأنا فيروز مولى حصين بن الحر العنبري.
فمن لي قبله وديعة أولي عليه مال فهو من ذلك أجمع في حل محلل» .
ثم رجع إلى الحجاج. فقتله. وكانت له أخبار. منها أن رجلين من العرب، ابني عم، تفاخرا وكانت ام أحدهما ام ولد. ففخر عليه ابن العربية بأمه.
ومر فيروز بهما على ثنية ذلك، فقال ابن الأمة: «هذا خالى» وأشار إلى فيروز. فرآه فيروز، وقد أشار إليه، فقال: «فيم أنتما؟» فقال الرجل:
«إن هذا ابن عمي فخر علي بأن أمه عربية. وفخرت بك لأن أمي عجمية» .