المحبر (صفحة 195)

فلما هدأ الناس أمر الحارث تبيعه المحاربي أن يتقدم إلى مكان واعده إياه ويتقدم معه براحلة الحارث. وقال له: «إن طلع كوكب الصبح ولم آتك فانظر أى البلاد شئت فاقصد لها» . وانطلق الحارث حتى أتى قبة خالد فهتك شرجها ثم قتل خالدا وانصرف.

وأما وفاؤه فان رجلا من بني عمرو بن سعد بن زيد مناة ابن تميم يقال له عياض بن ديهث كان أورد إبله فصادف عليه رعاء الحارث بن ظالم. فأدلى عياض دلوه ليستقي ويسقي إبله فقصر رشاؤه. فاستعار بعض أرشية رعاء الحارث، فسقي إبله. فلما أصبح لقيه بعض حشم النعمان فأخذوا إبله وأهله. فنادى يا حار! يا جاراه! فقال له الحُارث «ويلك. متي كنت لي جارا؟» فقال: «عقدت/ رشائى برشاء راعيك فسقيت إبلي فاخُذت وذلك الماء في بطونها.» فقال الحارث: «إن هذا الجوار!» وركب حتى أتى النعمان فقال: «أبيت اللعن! إنك أخذت نساء جارى وماله وأناله جار.» فقال له النعمان: «أفلا تشد ما وهي من أديمك [1] » يعني قتل الحارث خالدا في جوار الأسود أخي النعمان. ثم إن النعمان أوعد الحارث وعيدا شديدا. فمضي الحارث وندم النعمان على تركه. وطلبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015