شهرا، ثم عد إليه.» ففعل. فما زاده ابن جعفر أيضا على أن قال:
«يا غلام! أعطه ما يقول» . فصارت الدنانير تسعمائة دينار. فقال له ابن مطيع: «هات الان المال كله» . فجاءه به فأخذه ابن مطيع وركب إلى ابن جعفر ومعه مولاه ذلك. فقال له: «يا أبا جعفر! اتق الله وانظر لنفسك» . قال «وما ذاك؟» قال: «أتاك مولاي هذا بصك فذكر أن له عليك ثلاثمائة دينار، وما كانت بينك وبينه معاملة قط، فأعطيته المال ولم تأخذ صكه منه. فجاءك بالصك مرة اخرى ومرة اخرى، فأخذ منك تسعمائة دينار.» فقال: «كأنك تقول إني لا أعرف مالي مما علي.» قال: «أنا أظن ذاك» . قال: «فلا تتوهم ما توهمته. فانه ما لي درهم ولا علي درهم إلا وأنا أعرفه. ولقد علمت أن الذي يذكره مولاك باطل. ولكني ميلت بين أن أقول: ليس لك علي شيء، ويقول هو: بلى، فيسمع ذلك سامع، فأكون بين مصدق ومكذب، وبين أن أدفع إليه ما قال. فكان دفع ذلك إليه أخف على وآثر عندي» . فقال له ابن مطيع: «أما أنا فاوصيك بأن تتقي الله وتنظر لنفسك» . ثم قال: «يا غلام هات ما معك» . فدفعه إلى ابن جعفر. فقال له ابن جعفر: «ما هذا؟» قال: «هذا المال الذي أخذه منك مولاي/ هذا» . فقال: «يغفر الله لك. والله لا يرجع إلى مالي