إنشاء الفقير عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي [1] بسم الله الرحمن الرحيم وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ، وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
[2] ، فسر قوم من العلماء الثمرات بالأولاد [3] ، لأنهم ثمرات الفؤاد وفلذ الأكباد، ومصابهم من أعظم مصاب، ومماتهم يصدع القلوب والأوصال والأعصاب، يا له من صدع لا يشعب، وشعب لا يرأب، يوهي القوى، ويقوي الوهى [4] ، وينهي العافية، ويعفو النّهى [5] ، ويوهن العظم، ويعظم الوهن، ويرهن الأعلاق [6] ، ويغلق الرهن، مر المذاق، وصعب لا يطاق، يضيق عنه النطاق، شديد على الإطلاق: [الوافر]
وكيف أطيق أن أنسى حبيبا ... قطّع ذكره برد الشراب
ألا لا لست ناسيه ولكن ... سأذكره بصبر واحتساب
لا جرم أنّ الله تعالى حثّ على الصبر الجميل، ووعد على ذلك بالأجر الجزيل، قال الله تعالى، فيما ثبت من الأحاديث القدسية في صحيح السّنّة: (ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنّة) [7] .
وثبت في الأحاديث المتواترة عن النبي المختار: (لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسّه النار) [8] ، وفي لفظ: (من مات له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، كانوا له حجابا من النار) [9] ، وفي لفظ: (احتظر من النار بحظار) [10] ، وجاءت رواية أو اثنان أو واحد، بفضل رحمة العزيز الغفار.