تفقّد الطير على ملكه ... فقال مالي لا أرى الهدهدا

قال الإمام أبو بكر الشاشي المستظهري الشافعي، صاحب الحلية، أورده الحافظ محب الدين ابن النجار في تاريخ بغداد، بسنده إليه [1] : [الطويل]

مدحتكم أرجو فواضل برّكم ... فما نالني منكم نوال ولا برّ

وكنت أرجّي كشف ضرّي عندكم ... فقد زاد عندي مذ عرفتكم الضّرّ

سأرحل لم أظفر لديكم بطائل ... وكفّاي ممّا كنت آمله صفر

لحا الله دهرا سدتم فيه أهله ... وأفضي إليكم فيهم النهي والأمر [2]

فلم تسعدوا إلا وقد أنحس الورى ... ولم ترأسوا إلا وقد خرف الدهر

إذا لم يكن نفع وضرّ لديكم ... فأنتم سواء والذي ضمّه القبر

قال أبو بكر الزبيدي النحوي [3] : [مجزوء البسيط]

لا تحسبيني صبرت إلا ... كصبر ميت على النزاع

ما خلق الله من عذاب ... أشدّ من وقفة الوداع

كان جميل بن محمد البغدادي إذا أراد الركوب في كل يوم يقول: اللهمّ إني أعوذ بك من السبّع، فقيل له: أنت تركب في الكرخ، وأي سبع في الكرخ؟ فقال: لو أردت ذلك لقلت: السّبع، ولكني أستعيذ من سبع خصال وأضمرها، وهي: السعي الخائب، والريح الغائب، والحائط المائل، والميزاب السائل، ومشحمات الروايا، والمطايا التي تحمل البلايا، والتهور [4] في البلاليع والركايا [5] . وكان أبو العيناء [6] يقول إذا خرج من بيته: اللهم إني أعوذ بك الركاب والركب، والآجرّ والحطب، والروايا والقرب [7] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015