دخل أعرابي على معن بن زائدة [1] فأنشده [2] : [البسيط]

أصلحك الله قلّ ما بيدي ... فما أطيق العيال إذ كثروا

ألحّ دهر رمى بكلكله ... فأرسلوني إليك وانتظروا

فقال معن: لا جرم والله لأعجّلنّ أوبتك، ثم قال: ناقتي الفلانية، وألف دينار، فدفعها إليه وهو لا يعرفه [3] .

خرج سفيان بن عيينة [4] إلى أصحاب الحديث وهو ضجر، فقال: أليس من الشقاء أن أكون جالست ضمرة بن سعيد، وجالس أبا سعيد الخدري، وجالست عمرو بن دينار، وجالس جابر بن عبد الله، وجالست عبد الله بن دينار، وجالس ابن عمر، وجالست الزهري، وجالس أنس بن مالك، حتى عدد جماعة، ثم أنا أجالسكم، فقال له: حدث في المجلس والله لشقاء من/ جالس أصحاب رسول الله بك أشدّ من شقائك بنا، فأطرق وتمثل بشعر أبي نواس [5] : [مجزوء الرمل]

خلّ جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام

مت بداء الصّمت خير ... لك من داء الكلام

فسأل: من الحدث؟ فقالوا: يحيى بن أكثم [6] ، فقال سفيان: هذا الغلام يصلح لصحبة السلطان [7] ، قال: وكان يحيى بن أكثم يحسد حسدا شديدا، وكان مفنّنا، فكان أذا نظر إلى رجل يحفظ الفقه، سأله عن الحديث، وإذا رآه يحفظ الحديث سأله عن النحو، وإذا رآه يعلم النحو سأله عن الكلام، ليقطعه ويخجله، فدخل إليه رجل من أهل خراسان ذكي حافظ، فرآه مفننا، فقال له: نظرت في الحديث؟ قال: نعم، قال: فما تحفظ من الأصول؟ قال:

أحفظ شريك عن أبي إسحاق عن الحارث أن عليا رجم لوطيا، فأمسك ولم يكلمه. قال،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015