قيل: وخطب في مسجد الكوفة فتكلم إنسان مجنون فقال: يا أهل الكوفة ألم أنهكم أن تدخلوا مساجدكم المجانين اضربوا عنقه فضربت عنقه. قال:
وقال لهمام بن يحيى وكان عاملاً له: يا فاسق، خربت مهرجا نقذق قال:
إني لم أكن عليها إنما كنت على ما دينار وعمرت البلاد فأعاد ذلك عليه مراراً، فقال همام: قد أخبرتك إني كنت على ماه دينار وتقول: ضربت مهرجاً نقذق فلم يزل يعذبه حتى مات. قال: وقال لكاتبه وقد احتبس عن ديوانه يوماً: ما حبسك؟ قال: اشتكيت ضرسي قال: تشكي ضرسك وتقعد عن الديوان ودعا الحجام وأمره أن يقلع ضرسين من أضراسه. وعن المدائني قال: حدثني رضيع كان ليوسف بن عمر من بني عبس قال: كنت لا أحجب عنه وعن خدمته فدعا ذات يوم بجوار له ثلاث ودعا بخصي له يقال له حديج فقرب إليه واحدة فقال لها: إني أريد الشخوص أفأخلفك أو أشخصك معي؟
فقالت: صحبة الأمير أحب إلي، ولكني أحسب أن مقامي وتخلفي أعفى وأخف على قلبه. فقال: أحببت التخلف للفجور يا حديج اضرب فضربها حتى أوجعها ثم أمره أن يأتيه بالثانية، وقد رأت ما لقيت صاحبتها فقال لها:
إني أريد الشخوص أفأخلفك أم أخرجك؟ فقالت: ما أعدل بصحبة الأمير شيئاً بل تخرجني قال: أحببت الجماع، ما تريدين أن يفوتك ليلة يا حديج، اضرب فضربها حتى أوجعها، ثم أرمه أن يأتيه بالثالثة، وقد رأت ما لقيت، المتقدمتان، فقال لها: إني أريد الشخوص أفأخلفك أم أخرجك؟ قالت:
الأمير أعلم لينظر أخف الأمرين عليه فليفعله. قال: اختياري لنفسك قالت:
ما عندي اختيار فليختر الأمير. قال: قد فرغت من كل عمل فلم يبق لي إلا أن أختار لك أوجعها يا حديج، فضربها حتى أوجعها. قال الرجل: فكأنما أوجعني من شدة غيظه عليه، فولت الجارية فتبعها الخادم فلما بعدت قالت:
الخيرة والله في فراقك ما تقرعني أحد بصحبتك فلم يفهم يوسف كلامها.
فقال: ما تقول يا حديج؟ قال: قالت كذا وكذا. فقال: يا بن الخبيثة من أمرك أن تعلمني يا غلام، خذ السوط من يده فأوجع رأسه. فما زال يضربه حتى اشتفى، فتعرف من الغلام الآخر كم ضربت؟ قال: لا أدري. قال:
عدو الله، أتخرج حاصلي من بيت مالي من غير حساب، اقتلوه، فقتلوه.