المؤمنين أن كل يوم يمضي من نعمتك ينقص من محنتي، والأمر قريب، والموعد الصراط، والحاكم الله» ، فخر الرشيد مغشياً عليه ثم أفاق وأمر بإطلاقه. وقيل: ظفر المأمون برجل كان يطلبه فلما دخل عليه قال: يا عدو لله أنت الذي تفسد في الأرض بغير الحق. يا غلام خذه إليك فاسقه كأس المنية» . فقال: «يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تستبقيني حتى أؤيدك بمال» ؟ قال: «لا سبيل إلى ذلك» فقال: «يا أمير المؤمنين فدعني أنشدك أبياتاً» . قال: هات. فأنشده:
زعموا بأن الباز علق مرة ... عصفور بر ساقه المقدور
فتكلم العصفور تحت جناحه ... والباز منقض عليه يطير
ما بي لما يغني لمثلك شبعةً ... ولئن أكلت فأنني لحقير
فتبسم الباز المدل بنفسه ... كرما وأطلق ذلك العصفور
فقال له المأمون: «أحسنت. ما جرى ذلك على لسانك إلا لبقية بقيت من عمرك» ، فأطلقه وخلع عليه ووصله. وعن بعضهم أن والياً أتى برجل جنى جناية، فأمر بضربه، فلما مد قال: «بحق رأس أمك ألا ما عفوت عني» . قال: أوجع. فقال: «بحق خديها ونحرها» ، قال:
اضرب. قال: «بحق ثدييها» ، قال: اصرب. قال: بحق سرتها» .
قال: ويلكم دعوه لا ينحدر قليلاً» .
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الرجل إذا ظلم فلم ينتصر، ولم يجد من ينصره فرفع طرفه إلى السماء ودعا، قال الله له: لبيك عبدي أنصرك عاجلاً وآجلاً» . وقال صلى الله عليه وسلم في قولهم: أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وقد سئل عن ذلك فقيل: أنصره مظلوماً فكيف أنصره ظالماً؟ فقال: «تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه» . وقال فضيل بن عياض «1» : «بكى أبي فقلت: ما