على رأيه دون المشورة، الشعبي، فإنه خرج مع ابن الأشعث، فقدم به على الحجاج؛ فلقيه يزيد بن أبي مسلم، كاتب الحجاج، فقال له: «أشر علي» فقال: «لا أدري بما أشير، ولكن أعتذر بما قدرت عليه» . وأشار بذلك عليه كافة أصحابه، قال الشعبي: فلما دخلت خالفت مشورتهم، ورأيت والله غير الذي قالوا، فسلمت عليه بالأمرة، ثم قلت: «أيد الله الأمير، إن الناس قد أمروني أن أعتذر بغير ما يعلم الله أنه الحق، ولك الله أن لا أقول في مقامي هذا إلا الحق، قد جهدنا وحرضنا، فما كنا بالأقوياء الفجرة، ولا الأتقياء البررة، ولقد نصرك الله علينا، وأظفرك بنا فإن سطوت فبذنوبنا، وإن عفوت فبحلمك، والحجة لك علينا» . فقال الحجاج: «أنت والله أحب إلينا قولاً ممن يدخل علينا وسيفه يقطر من دمائنا ويقول: والله ما فعلت ولا شهدت، أنت آمن يا شعبي» . فقلت: «أيها الأمير اكتحلت والله بعدك، السهر، واستجلست الخوف، وقطعت صالح الإخوان، ولم أجد من الأمير خلفاً» . قال: «صدقت» ، وانصرفت.