بها من رفعه إياها، وتشريفه لها، ما لم تبلغه امرأة قبلها ولا بعدها.
ثم إن كردية قالت لكسرى: «يا سيدي، أخرج بنا إلى الميدان لألعب، بين يديك، بالكرة والصولجان» . فخرج معها إلى الميدان، وخرجت امرأته شيرين، وخواص نسائه، ودعا بخيل، فأسرجت، وركبت وركب هو، وجعلت تلاعبه بالصوالج، وتناولت السيف، وركضت في الميدان، ولعبت بالسيف لعباً معجباً، ثم أخذت الرمح فلعبت به. فقالت شيرين: «أيها الملك! ما يؤمنك من هذه الشيطانة» ؟ قال: «هيهات! إنها أعرف بحقنا، وأشد حباً لنا من أن نخافها على أنفسنا» .
فلما نزلت، قال كسرى: «لنا في كل ربع من أرباع مملكتنا قائدٌ في اثني ألف رجل؛ وفي قصري أثنا عشرة آلاف امرأة، وقد جعلتك قائداً عليهن» . قالت: «يا سيدي، ما للنساء والفروسية؛ وإنما علينا أن نتزين لك، ونتطيب ونسرك بأنفسنا؛ وأردت، بما كان مني، سرورك وتسليه همومك» . فأمر كسرى بحمل طعامه وشرابه إلى منزلها، وبقي عندها أسبوعاً، لم يخرج إلى الناس، ولم يأذن لأحدٍ بالدخول عليه، ثم خرج من عندها إلى منزل شيرين، فأتاه صياد بسمكة عظيمة، فأعجب بها، وأمر له بأربعة آلاف درهم. فقالت له شرين: «أمرت لصياد بأربعة آلاف درهم، فإن أمرت بها لرجل من الوجوه» ، قال: «إنما أمر لي بمثل ما أمر للصياد» .
فقال: «كيف أصنع، وقد أمرت له» ؟ قالت: «إذا أتاك، فقل له:
أخبرني عن السمكة، أذكرٌ هي أم أنثى؟ فإن قال: «أنثى» ، فقل: لا تقع عيني عليك حتى تأتيني بالذكر. وإن قال: «ذكر» ، فقل مثل ذلك.
فلما غدا الصياد على الملك، قال له: «أخبرني عن السمكة، أذكرٌ هي أم أنثى» ؟ قال: «بل أنثى» . قال: فاتني بذكرها» فقال: عمر الله الملك؟ إنها كانت بكراً لم تتزوج بعد» . قال الملك: «زه، زه» وأمر بأربعة آلاف درهم؛ وأمر أن يكتب في يكتب في ديوان الحكمة: «إن الغدر ومطاوعة النساء يورثان الغرم» .
وقال: وكان الموبذان إذا دخل على كسرى، قال: «عشت، أيها