؟
ولا تجمع لك المال ... فما تدري لمن تجمع
ولا تدري أفي أرض ... ك أم في غيرها تصرع؟
قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء وهو يقول: بينا أنا أدور في بعض البراري، إذا أنا بصوت:
وإن امرأ دنياه أكثر همه ... لمستمسك منها بحبل غرور
فقلت: «أإنسي أم جني؟» ، فلم يجبني، فنقشته على خاتمي.
قال: وسمع يحيى بن خالد بيت العدوي في وصفه الدنيا:
حتوفها رصد، وعيشها نكد ... وشربها رنق، وملكها دول
فقال: «لقد نظن في هذا البيت صفة الدنيا» قال: وسمع المأمون بيت أبي نواس:
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ... له عن عدو في ثياب صديق
فقال: «لو سئلت الدنيا عن نفسها ما وصفت نفسها كصفة أبي نواس» . وقيل للحسن البصري: «ما تقول في الدنيا» ؟ قال: «ما أقول في دار، حلالها حساب، وحرامها عقاب» ، فقيل: «ما سمعنا كلاماً أوجز من هذا» . قال: «بلى، كلام عمر بن عبد العزيز، كتب إليه عدي بن أرطأة: «ولهي على حمص، قد تهدمت واحتاجت إلى صلاح حيطانها» ، فكتب إليه: «حصنها بالعدل ونق طرقها من الظلم، والسلام» .