لك إلى لئيم حاجة، ولا زالت لكريم إليك حاجة، وعقد لك المنن في أعناق الكرام، ولا أزال بك عن كريم نعمة، ولا أزالها بغيرك إلا جعلك سبباً لردها عليه» .
قال: وقال عبد الله بن مروان لسلم بن يزيد الفهمي: «أي الزمان أدركت أفضل وأي ملوكه أكمل» ؟ قال: «أما الملوك فلم أر إلّا ذاماً وحامداً، وأما الزمان فرفع أقواماً ووضع آخرين، وكلهم يذم زمانه لأنه يبلي جديدهم ويهرم صغيرهم، وكل ما فيه منقطع إلا الأمل» ، قال: «فأخبرني عن فهم» ، قال: هم كما قال الشاعر:
درج الليل والنهار على فه م بن عمرو فأصبحوا كالرميم
وخلت دارهم فأضحت قفاراً ... بعد عز وثروة ونعيم
وكذاك الزمان يذهب بالنا ... س وتبقى ديارهم كالرسوم
قال: فمن يقول منكم:
رأيت الناس مذ خلقوا وكانوا ... يحبون الغني من الرجال
وإن كان الغني أقل خيراً ... بخيلاً بالقليل من النوال
فلا أدري علام وفيم هذا ... وماذا يرتجون من المحال
أللدنيا فليس هناك دنيا ... ولا يرجى لحادثة الليالي
قال: أنا، وقد كتمتها. قال: ولما دخل علي صلوات الله عليه المدائن فنظر إلى إيوان كسرى أنشد بعض من حضره قول الأسود بن يعفر «1» :
ماذا يؤمل بعد آل محرق ... تركوا منازلهم وبعد إياد «2»
أهل الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ... ماء الفرات يجيء من أطواد