وأيضًا لو كانوا يعلمون لغة العرب لم يقولوا هذه المقالة الخاطئة، فإنّ (من) تأتي في اللغة العربية بثلاث معاني، وهي:
1ـ التبعيضيّة. 2- البيانية. 3ـ الابتدائية.
فهذه الآية التي استدل بها هؤلاء الناس هي من الآيات المتشابهة التي ذم الله تعالى من حاول أن يتعرّف على أسرارها، فهي خاصّة به سبحانه وتعالى، قال عز وجل: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة} .
وأما الآيات المحكمات التي نزلت في أمر عيسى ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ كقوله عز وجل: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقَه من تراب} ، وقوله عز وجل: {إن هو إلا عبدٌ أنعمنا عليه} .
ويردّ سبحانه على فهم هؤلاء بقوله: {وخلق لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه} ، و {من} هنا ابتدائية، فلو كانت {من} هنا كما يزعمون من أن (من) لا تأتي إلاّ بمعنى التبعيض لقلنا: إن السموات والأرض بعض من الله عز وجل، وهذا أمر لا يقرّون به ولا يقرّ به أحد. والله أعلم".
235 - وسمعته يقول: "الأصول ثلاثة: الكتاب، والسنة، والإجماع.
وكان الشافعي -رحمه الله تعالى- يتعرّض للقياس في بعض المرّات.
والقياس في مقام الجيفة التي يأكل منها الإنسان للضرورة القصوى".
236 - وسمعته يقول: "لا يوجد كتابٌ في أصول الفقه يعتمد عليه؛ لأنَّ أكثر الذين كتبوا في أصول الفقه استخدموا الفلسفة في كتبهم إلاّ هذه الكتب فإنه يعتمد عليها، فهي تعتبر من أحسن ما كتب في أصول الفقه، وهي:
ـ الأحكام لابن حزم.